الجمعة، 26 نوفمبر 2010

مالكة


مالكة


أدمنت رعشة جسدها الشره الفره حين يداعب بيده خصلات شعرها الأسيل,,, فيعزف بأنامله أشهى الحان العشق الابدى, وينقش برجولته منحوتة تعيدها إلى ما قبل البلوغ أنثى رقيقة حالمة ,...
" مالكة " امرأة في محطة عمرها الرابعة , خمرية اللون كطمي النيل , سوداء الشعر المزين بحبات المرمر الأبيض الفخيم , ريقها السكر , عرقها العنبر, ملمسها كملمس أريكة مخملية فاخرة ......
كان قلبها يرقص, يترنح , وهى تلتوي بين يديه كورقة صغيرة تبحث عن قلم يمتطى صهوة سطورها الغضة, لم تكن تعبأ بفارق السن بينها وبينه, هو يصغرها عمرا ولكنه يكبرها حبا وعشقا هما الفيصل في اندفاعها نحوه,
كانت تقضى معه ليالي معدودة , تنهل منه عمرها المسروق , ويرتوي منها شهد جنته المسلوبة , لم يكن لقاءهما لقاء متعة بين جبلين جائعين محرومين بل كان لقاءاً أشبه باندفاع الطفل نحو ثدي أمه جائعا وفى ذات الوقت يحب أمه ولا يقدر على فراقها ....

ظلت تقابله , تذهب إليه تارة ويأتيها تارة أخرى , إلى أن انقطعت "مالكة" , اختفت , لا اثر ولا وجود لها في بيتها ولا في عملها , كل هواتفها لا تنذر بثمة إجابة تغيث ملهوفا ,طال غيابها شهراً يعقبه شهر , وهو يبحث عنها في كل الأماكن التي شهدت عليهم وباركت حبهم وتوجت عشقهم ,أصبحت الحياة في عينه مقفرة , مقذذة , خاوية من النساء ,, فأين مالكة؟ هي كل النساء واصل النساء , ابتلعته دوامة الاشتياق والقلق , صار فى عمله مهملا , فقد عملائه , فقد بهاء طلته , فقد نضارة وجهه المشرب بحمرة الوهج الأصيل , فقد نفسه بعد غياب مالكة....

تذكر انه يوما قد ابلغها عزمه ورغبته في الزواج منها إلا أنها لم ترحب , ترى هل كان عدم الترحاب هذا نوع من دلال يستدعى المزيد من الإلحاح؟
هل عدم تكرار طلبه بالزواج منها هو ما دعاها للغروب ؟
لا ..! مالكة تحبه ولا تسعى لامتلاكه على الورق الحكومي الأصفر ...

وفى ذات يوم بعد شمس المغيب التقاها فجأة ! جرى عليها وكانت تسير بكبرياء جريح , كحمامة وديعة خلبها نسر كاسر وعاود التحليق تاركها تنزف بعزة وإباء....
صهل مشتاقاً , قلقاً , مالكة ... مالكة...!
وقفت واستدارت وفحت في أذنه هامسة باكية :
انقطع عنى سيل الحياة , انقطع طمث الأمل , لن أنساك أبدا يا بني!
ومرت مالكة تشق بكبريائها الجريح صفوف الناس في الطريق تاركة ورائها قلبه المذبوح وقد ملكته إلى الأبد ... إلى الأبد...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق