الجمعة، 26 نوفمبر 2010

كافيه


كافيه

تعودت أن استقطع من يومي سويعات قليلة اجلس فيها في "كافيه" هادئ اقرأ شعراً , رواية , قصة , أو ربما اكتب ما يجول في خاطري غير مكترثاً بأسماء من اقرأ لهم وغير مهتم بمن سوف يقرأ لي , فهذه السويعات امنحها لوجداني كهبة لا ترد ......
كنت اقرأ مجموعة قصصية لأديبة اعشق أسلوبها كثيرا , ثم احتلت خلوتي امرأة لا اعرفها بسلوك ذكرني بأيام الاستعمار حين جذبت كرسي وأجلست نفسها امامى على طاولتي دون استئذان ...
وألقت تحية خشنة مثل هيئتها ثم توسعت في استعمارها قائلة :

"لم يكن عزوفي عن الزواج يؤرقني , ولم يكن انخراط سكين العمر في لحمى يقلقني , ولكن !
رغبتي في أن أكون اماً هي التي ظلت تذبحني وتهلكني , وبحكم عملي في حضانة أطفال فأنا أخالطهم كل يوم وأغذى احساسى نحوهم بما يسكنني إلى اليوم الذي يليه , فلقد زادت رغبتي وجرفتنى إلى الشروع في اتخاذ قرار بتبنى طفل أو طفلة ,,,............ آه ما اقسي هذا الشعور...!
وتراجعت عن هذا القرار ولا أدرى لماذا تراجعت ...."

رأيتني اشعر بارتياب من هذه المرأة فهي لا تعرفني , وما شأني أنا بما تقصه؟ مالي والأطفال ؟ ...
فوجدتني اسألها وقد غلفنى الملل :
وماذا عن الزواج؟؟
أردفت وقد بدت عليها علامات التوتر:
" أنا لا أحب الرجال , لا أطيقهم ! لا اقدر على الحياة مع هذا الكائن لا لشيء سوى انه يملك ملئي بمعين يصبح طفلا يوماً ما ...
نعم ... جاوزت الخامسة والثلاثون من عمري ...!
نعم...ركبت قطار العوانس في بلدي...!
ولكنني افتخر بأنني لم أذق عسيلة الرجال حتى الآن رغم خطوي نحو الأربعين من عمري , ولم اشتهيهم!
صراحة ً بل كان ولا ذال كل اشتياقي للأطفال,,,,
الأطفال فقط..!!"
قاطعتها مستفسراً وقد تمكن منى الملل تماماً:
ولماذا اخترتينى للحديث وأنا رجل؟؟
ردت سريعا بلهجة عفوية :
اخترتك لإنسانيتك, أنا أراك كثيرا هنا , أراك إما ممسكا بكتاب تقرأه أو إما منهالاً على روق تكتب.."
أنهت استعمارها عند هذا الحد وأخذت تفرك في يدها الخشنة ناظرة لي نظرات غريبة لم افهمها ولا أريد فهمها ... فقط أريدها ترحل ...!
غيم علينا الصمت غيمته, واعترانا هدوء ظننته إشارة إلى بركان غضب سوف ينفجر من احدنا...
ثم قاطعت الصمت ناهضة وسلمت على بيد باردة وشكرت حسن الإصغاء وانصرفت , تتبعتها بعين الفضول من خلف زجاج واجهة ال " كافيه" فرأيتها تدفن يدها في يد رجل قبيح الوجه, دميم الخلقة , وسارا في الشارع نحو علامة استفهام كبيرة ....!

مالكة


مالكة


أدمنت رعشة جسدها الشره الفره حين يداعب بيده خصلات شعرها الأسيل,,, فيعزف بأنامله أشهى الحان العشق الابدى, وينقش برجولته منحوتة تعيدها إلى ما قبل البلوغ أنثى رقيقة حالمة ,...
" مالكة " امرأة في محطة عمرها الرابعة , خمرية اللون كطمي النيل , سوداء الشعر المزين بحبات المرمر الأبيض الفخيم , ريقها السكر , عرقها العنبر, ملمسها كملمس أريكة مخملية فاخرة ......
كان قلبها يرقص, يترنح , وهى تلتوي بين يديه كورقة صغيرة تبحث عن قلم يمتطى صهوة سطورها الغضة, لم تكن تعبأ بفارق السن بينها وبينه, هو يصغرها عمرا ولكنه يكبرها حبا وعشقا هما الفيصل في اندفاعها نحوه,
كانت تقضى معه ليالي معدودة , تنهل منه عمرها المسروق , ويرتوي منها شهد جنته المسلوبة , لم يكن لقاءهما لقاء متعة بين جبلين جائعين محرومين بل كان لقاءاً أشبه باندفاع الطفل نحو ثدي أمه جائعا وفى ذات الوقت يحب أمه ولا يقدر على فراقها ....

ظلت تقابله , تذهب إليه تارة ويأتيها تارة أخرى , إلى أن انقطعت "مالكة" , اختفت , لا اثر ولا وجود لها في بيتها ولا في عملها , كل هواتفها لا تنذر بثمة إجابة تغيث ملهوفا ,طال غيابها شهراً يعقبه شهر , وهو يبحث عنها في كل الأماكن التي شهدت عليهم وباركت حبهم وتوجت عشقهم ,أصبحت الحياة في عينه مقفرة , مقذذة , خاوية من النساء ,, فأين مالكة؟ هي كل النساء واصل النساء , ابتلعته دوامة الاشتياق والقلق , صار فى عمله مهملا , فقد عملائه , فقد بهاء طلته , فقد نضارة وجهه المشرب بحمرة الوهج الأصيل , فقد نفسه بعد غياب مالكة....

تذكر انه يوما قد ابلغها عزمه ورغبته في الزواج منها إلا أنها لم ترحب , ترى هل كان عدم الترحاب هذا نوع من دلال يستدعى المزيد من الإلحاح؟
هل عدم تكرار طلبه بالزواج منها هو ما دعاها للغروب ؟
لا ..! مالكة تحبه ولا تسعى لامتلاكه على الورق الحكومي الأصفر ...

وفى ذات يوم بعد شمس المغيب التقاها فجأة ! جرى عليها وكانت تسير بكبرياء جريح , كحمامة وديعة خلبها نسر كاسر وعاود التحليق تاركها تنزف بعزة وإباء....
صهل مشتاقاً , قلقاً , مالكة ... مالكة...!
وقفت واستدارت وفحت في أذنه هامسة باكية :
انقطع عنى سيل الحياة , انقطع طمث الأمل , لن أنساك أبدا يا بني!
ومرت مالكة تشق بكبريائها الجريح صفوف الناس في الطريق تاركة ورائها قلبه المذبوح وقد ملكته إلى الأبد ... إلى الأبد...

انا وحدى




أنــا وحـــدى

هنا !
فى قاع الارض
سكنى وعنوانى ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ!

ان رغبتنى
فا كفر بكل الاشياء
كل الاسماء
اكفر بعدل الارض
وعدل السماء
اكفر بالحب
وبالموت اذا الموت
جاء
ولكن !
اياك ان تكفر بى
حتى تلقانى !

هنا....
فى قاع الارض
عنوانى !
لا احد سوانا
قاع الارض
وأنا !


قَُسُمِتْ المنايا من
فوق السماء
عليكم جميعا
وظل موتى فى
قاع الارض
ارجوه فيعصانى !
وعسيلة نكاحى بينكم
تتزينُُُُُُُُُُ ,
لغيرى صارت مرتعُُْْ
بالذل تارة
وتارة بالهوان ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ!

فلا تقل لى انى كأحدكم
فأنا يا صاحبى
شىء بين الانسان
والجانِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ!

فى قاع الارض هنا
عظام ُُُ ُُُ لعظماء ٍٍٍ ماتوا ,
فى قاع الارض هنا
تراب ُ ُ كان فى يومٍٍٍٍ
جبروتٍٍٍٍٍ داخل أبـدانِِِِِِِِِِِ ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ!

فى قاع الارض تكمن الحقيقة
كل الحقيقة,
أكمن أنا
وانا جزءُُُ ُُ من الحقيقة
ان اردت شكرى وعرفانى !!
فى قاع الارض
ليالٍ سوداء..
أمالٍ عرجاء..
والقهر سوط ٌٌ يعربد
فى جسدى
يصنع منى ماخوراً
كى ابدو بين الناس مخموراً
وسخرية كل الازمان ِِِِ !!
أقبل على ولا تبالى
لا ذلت على قلبى أمراًًًًً
ًوهو الذى أبداً ما ينهانى!
ورغم الخمرِِِِِ ِِِِ والاحزان ِِ ,
ورغم الاسرِ ِِِ والحرمان ِِِ ,
ورغم كل ما يمرق امامى
من أودية ٍ وغرقى
تاهت عنهم الشطأن ِِِِ,
الا اننى اكرر دعوتى
لأناس لم يعلموا منى
سوى مودتى
لم يروا ابداً
غضبى او حماقتى
لم يرونى وانا اتنفس الجُرمَ
وابتلع ُ الغوانى !!
اكررها صاخبة ْ
اكررها عاتية ْ
اكرهها جريحة ْ
انا هنا !
وحدى...
فأضحك
وارتشف رشفة من دمائى
ليثّبّت فى قاع الارض
سكنى وعنوانى !!!

ابنتى


ابنتى

كبرى بناتى تسألنى ,
لما يا أبى تنحت
وجهك الدموع؟
لما يا أبى تحن
عروقك للرجوع؟
وانت الذى صرت فينا,
وصرنا فيك ,
قفصا ً صدرياً
يـٌظـِِِِِِلٌٌ الضلوع ...!

لم أعهدك يا أبى ضعيفاً...
وأراك دوماً نظيف اليد عفيفاً ...
ولم أرى ليدك فى الظلم ِِ,
او فى السطو ضلوع ....!

والان يا أبى
يئن جفنك باكيا ً ,
تسحقنى تلك الدموع ,
ويزلزل فخرى بأن أبى
هو من يتبعه الفج والجموع ...!

مقدورك يا أبى
لا مناص منه
ودربك يا أبى
لا فرار عنه
مهما زينت سفينة
رحيلك عنا بأعتى القلوع ...!


اخرج با أبى
من بوابة الدياجى
أطلق سراح عزك
فى أراضينا ,
أنر المظالم
بأثمن انواع الشموع ...!

يا صاحب الرفعة والمقام,
أيقظ ذوى الغفلة والنيام ,
أعد اسمك واسمى
من بعدك لمدار السطوع ...!

يا أبى وسيدى ,
اه ٍ لو تعلم كم أحبكْ !!!
لكنت أغدقت على قومنا ,
فلا هلك أحدٌٌٌ ٌٌٌ فى عهدك,
ولا عاث بالفساد فينا
قهر العطش ِ
و ذل الجوع ْ...!

تمهلى يا ابنتى !!!
فقلب ٌأبيكِِِ مٌـغتًًًًصب ٌٌٌ ٌٌ ,
وقول ٌ أبيكِ مُُـقًًتطب ٌٌ ٌٌٌ ,
فالرجل ٌ منا بلا قلب ٍ
يضحىَ كأرض ٍٍٍ خِربة ٍٍ
وحصاد ٍٍ مقلوعْ ...!!

لا تنتظرى منى أجوبة ٌٌ ٌٌ ,
ولكنى أعدك ,
اننى لن أترك لك
بعد موتى ,
من يذكرك بسلطان ٍٍٍ
زاهدٍٍ مخلوع ْ....!
ودعينى فى أحزانى ,
فلا الأمس ُكان أمسى
ولا اليوم ُرغد ُُ نفسى
ولا الغدُ سيصبحُ
فى قاموس ِِعمرى
أمل ٌ ٌ مشروع ْ...!

فأبيكى يا ابنة شرايينى
كحد ِ السيف ِ
القاطع ِ للظلم ِ
الغير ِ مقطوع ْ...!

فاخلدى الى راحتىّ َ
ونامى ,
عل ّّّّّّّّ الله يأذن بالرجوع ...ْ!


كبرى بناتى تسألنى ,
لما يا أبى تنحت
وجهك الدموع؟
لما يا أبى تحن
عروقك للرجوع؟
وانت الذى صرت فينا,
وصرنا فيك ,
قفصا ً صدرياً
يـٌظـِِِِِِلٌٌ الضلوع ...!

الجمعة، 2 يوليو 2010

هذيان ملك مهزوم


هذيان ملك مهزوم
حاتم عبد الصبور 1/7/2010
ليل التيه قد أتى
وشاع السواد مملكتي!

وخلق الأراضين
لا حياة لهم ,
فالموت موتى
والأضرحة اضر حتى !

لا أنسال بينكم اليوم,
ولا ترفُ ولا رغدُ,
فالحاتم هو القتيل
والقاتل هو أنتي !

فأنا الرصد ُ والقصدُ
والفعلُ والعمدُ
برؤوس الجِنة أعليت أعمدتي !


أنا الحاتم!
سلطان كل حاكم,
من يتم الصغار,
ورمل النساء,
وشرع وسط الأفراح المأاتم!

أنا الذي أحبك ,
وسكن جوار أهدابك,
وبكحلة عينيكى
كانت مشنقتي !

ليل التيه مثواكم
ومغداكم ومرحاكم
وستكونين لي
وسيحرم على لقياكم!

ولمن نسوا عصوري أقول,
أنا الذي لو أمرت الشمس
لغابت قبل موعدها
عن سماكم!
أنا الذي لوأمرت القمر
لظل مرابضاً
رغم ضحاكم!

والآن !

ليل التيه هو سامري,
وصاحبي ,
ومقصلتي!

ولا عزاء لمن كفر بى,
وبمدني وأزمنتي!

وهلموا إلى السواد...
احرقوا البلاد والعباد....
وأعلوا من جديد
رايات مملكتي !
حتى تهدأ سيدة البحار...
سيدتي !

الثلاثاء، 27 أبريل 2010

موعد الرحيل...


جاءت تسألني عن موعد الرحيل.....

لم أجد غير الهروب بديل....

لماذا يفترق الحب حينما يجف العمر ؟

وتهوى من فوق الجبال الأكاليل؟


لماذا نفقد عذرية هوانا
عند منحنى العجز الذليل؟

لماذا نضحي عجازى
بعد عنفوان
الفجر الجميل؟


لا تحزني...!
لا تحزني يا رفيقة العمر على أيامنا,
لا تحزني إن مزقننا
خيول العمر الهزيل...


لا تحزني إن جئتك يوما
أتوسل الرشفة من شفاه
كساها الشيب السليل…..

فحبنا صار جبانُ,
وشوقنا مذبوحُ بين
القال والقيل ....

فلم يعد بقائك سحر
ليلتي,,,
ولا رحيلك يحتمل تأويل...

غادري دنيايا
على غير عودة..
ورثاء نفسي على
نفسي
خير دليل...

جاءت تسألني عن موعد الرحيل

حاتم عبد الصبور
16/6/2008

الى شهيدة!


إلى شهيدة


رحلتي في الصباح
وجاء علينا المساء !
ففراقك أردانا
ومزقنا الشقاء !
كان الموت هو السبيل
هو عين الشفاء !
فتركتي قلوبا اغتربت
واحترفت الرثاء !
نعلم جميعا انك
لن تعودي لأقرب لقاء !
بعد أن أثبتي أن كل
ما دون لقاء الله هراء!
وأن الجنة هي خير دواء
لأصعب داء!
فهنيئا لك بعرس في السماء!
وهنيئا لي بحزن يأن
مدى البقاء !




حاتم عبد الصبور

لحظة انتظار....


انتظرت عودتك عند مطلع الفجر!

لازمني الأمل الجميل ,

بعد لفحه هشيم الهجر!

وسالت من عيني دمعة كبرياء,

ليت الدموع ترثى عناء الأسر !

فما اعتي كبرياء المحبين ,

المنظرين , المسجونين,

في ظلمة شرايين العمر !

يا ابنة القلب الذي ...

ظل يئن بكائه بين أحضان النهر!

لا الفجر موعدك ,

ولا الظهر موعدك,

ليته يكون العصر!

سأنتظر وانتظر وانتظر,

حتى يجيء الموت أو يجيء

موعد لقاء القدر !



حاتم عبد الصبور
15/9/2008

الأحد، 25 أبريل 2010

حلم التغيير


;

حلم التغيير


قبل أن نلتقي,
كنت احلم حلما,
وكنت أسعى وراء التغيير..
وعندما وثبت داخل عباءة حبك,
نما الحلم في أعماقي,
حتى صار كالليل الأسير...
فحلمت أن أغير ردائي الفقير...
وصنعت أخر باطنه الصوف,
وظاهره من قبله الحرير....
كأنه مغزول بالذهب,
ويفوح منه الطيب والعبير....
وهواكى سيدتي!
حطم حلمي ,
واسقط ورقه في متاهات التقصير...
فكلما سافرت في عينيك ,
شعرت بالتقصير...
وكلما داعبت خصلات شعرك,
شعرت بالتقصير....
حتى قصائدي التي كتبتها
قبل أن نلتقي,
شعرت تجاهها بالتقصير...
فعذرا إن لم أجد إلا
حمل حقائبي الهوجاء,
وارحل!
لعلى اشعر بعد رحيلي,
بشيء من التقدير.....


حاتم عبد الصبور

صرخة عربية


صرخة عربية


لهيب في نفسي واشتعال واحتراق !
لا أحد منهم يحترم عهدا أو ميثاق !
فلم يعد لنا سوى التصفيق والنفاق !؟

نبتلع ألسنتنا , ونكوى قلوبنا بجمر الاشتياق !
هيا ! نمزق الدمع ونجئ من هنا وهناك !
فالعمر يعدو والموت يدنو والحياة فراق !
يا من خنت عهدي .. وأشعلت النار في أرضى ..
وقابلتني بالعناق !
سأريك نقض لقاءك لي حين أراك !

فلك عندي صرخة ولعنة ودماء حتى منتهاك !
فكم من ممسوخ مثلك عاداه الله
وبأيدينا ملكناه وشددنا عليه الوثاق !
وستباع اليوم في سوق الرق والنخاسة
فليس لك اليوم في الأفق رايات
ولن يدق لجاهك المسروق أبواق !

يا من خنت عهدي .. وأشعلت الحقد في أرضى ..
ولقيتني بالعناق !
سأقطع نفسي على أبواب الأقصى
فمر على أن استطعت ....
ستجد ألف ألف حر هناك !

لن نبيع ثرانا , ولن تهان عروبتنا
فا لجهاد في سبيل الله ليس بهلاك !
ستلاقينا قادمون , محلقون كالنسور في سماك!
نتسابق إلى عرس في السماء
وكلنا لذلك مشتاق!
لن يجد فينا جبانا أو مدبرا
فاليوم هو يوم السباق !
أين ستذهب منا ؟
فستلاقينا أيها السافل ونلقاك !


حاتم عبد الصبور

الخميس، 22 أبريل 2010

يوم جديد


يوم جديد


يوم جديد...

حزن جديد ...

ألم جديد...
والقلب ينفطر من آهات
ولا أحد يجيب
ولا جدوى تفيد...

والساعات باترة ما بقى من عمر
أتعسته الأقدار
من مهده حتى شاب الوليد ...

فهنيئا لمن أعلى لواء نصره فوق جثتي
وهنيئا لمن أسرى ناره فوق جنتي
وهنيئا لمن طلب في شقائي المزيد....

مهزوم أنا وبين أضلعي يئن الألم
والوقت شارد مثلما صار ذهني شريد...

والقهر يجمد أعضائي دون رحمة
ويراني المرء من جهله سعيد...


ما فات قد فات فلست نادما
واليوم وما فيه لست بشاريه إلا بثمن زهيد...
فلا قيمة لليوم عندي إلا لكونه يوم جديد..

حبيبتى!!!!


حبيبتي!


حبيبتي!
يا من روت دموعك ابتسامتي...
صرت قتيلا...
شيخا ثقيلا... أنتظر نهايتي...!

اقتلي بيدك جلادي...
أرجعيني إلى بلادي...
أعيدي برسمك إطار صورتي...!


حبيبتي...,
كسا الدمع ملامحي,
ساد الصمت جوارحي,
مات ربيعي,
وعاد الشتاء بغدره يبعثر كرامتي...!

لست مجاملا للهوى ولكنه حقا جميل،،،
مع رجل لا يحمل في الحياة
شيمة مثل شيمتي!

فأنتي دائي وردائي
وكل غايتي..!



ينزف القلب دما...
وينزف القلم مدادا
على ورقة بيضاء
تبدو لي صديقتي...!


حبيبتي!
هل حقا انتهى من الوجود زماني؟
هل حقا لن أرى,
من يردد في الزمان يوما حكايتي؟

رجاءا سيدة العمر ألا ترحلي!
حتى لا يكون حبك ,
مصيبتي!!

حاتم عبد الصبور

العراف



العرافُ




أخبرنى العرافُ أنى
فى غدى ِ مقتول .....

وأن الموتََ قد بعث
لى رسول .......

أخبرنى أيضاًً ,
أن الشيبَ
تمنى الرحيل بعد
ما زار رأسى ,

أخبرنى أن هذا ما يراه
وهو عن ذلك
غيرََ مسئول .....

تأملت أمسى خائفاً,
أترى ؟
خسران ُُ ُ أنا ,
أم مقبول ؟ .....

تأملت الليالى التى
غزلت منى شبحا ً عربيدا ,

تأملت اليالى التى
قتلت بداخلى البراءة
وصورتنى مسخاًً مريدا ,


تأملت الشيب الأبيض
الذى بدا يتهاوى
من روع أفكارى
فى ذهول .......


أما فى هذا الأمر
من هروبٍِ أو عدول .....

أم انه حان لقطار ِ العمر
من لحظة وصول ......

أعلم أن نهايتى قد قربت
ولكنه الأمل ,!

داعبنى كثيرا ً
وظل خاطراً
فى ذهنى يجول......

حتى زهورُ حديقتى,
بعد مغيب شمس اليوم
اعتراها الذبول .....

هل علمت أن سيدها
قد نسجت له الأكفان ؟

هل علمت أن سيدها
حائر ُ ُ أنعيم ُُُ ُُ نزله ,
أم نيران ؟

هل علمت ما قصّهُ
لى العراف؟
هل أودع أحبائى؟
لا !

لن أودعهم ,
و سأروى الزهور
بمياه الحياة ,

وسألون الشيب
بألوان الحياة ,

وسأعرّفُ العرافَ
معنى الحياة ,

وستستقبل نافذنى
غدى ِ بكبرياء ٍ,
دون مواراة ٍ
أو أفول .....

أخبرنى العراف ُ
أنى فى غدى ِ
مقتول ......



حاتم عبد الصبور
5/4/2009

الثلاثاء، 20 أبريل 2010

ابكى!


ابكى!


ابكى !
لما كان,
وما هو كائن,
وما سيكونْ.....

ابكى !
ان هدأ الليلُ
وبدا صمتهُ
مُجونْ ....

ابكى !
ان لاقيتنى
فوجدتنى عاقلا ً
بين أناس ٍ
يهذونْ .....

ابكى !
ان وعدتُ ولدكَ
أن أمالهُ ستتحقق ,
فوجدت ُ لصوصَ
الاحلام ِ,
من كل أرض ٍ
يقدمونْ .....

ابكى !
ان رأيتَ النهارَ ليلاً
ورأيتَ الليلَ نهاراً
ورايت َالفصولَ
تتخبط ُ فى مجرى
السنونْ ....

ابكى !
ان رأيتَ الهراءَ عِلماً,
ورأيتَ الشعرَ
أدنى أنواع
الفنونْ ....

ابكى !
لما كان ,
وما هو كائن ,
وما سيكونْ ....

ابكى !
ان نما الصبارُ
فى حدائق ِِ
الظالمين,
فأضحى خمراً
يسٌكِر ٌ
المجرمونْ ......

ابكى !
ان نظرتَ فى عين ِِ الحبيبٌ,
فأدركت َََالنهاية .
ابكى
ان فشلتَ فى تحرير
دَمعِه ِِ
من سوادِ السجونْ ....

ابكى !
كلما داعبت رمالُ الوطن ِ,
فوجدتُ النيلَ ينزفُ دما ًَ
فى سكونْ ......


ابكى !
حينما ترى الزيفُ
محموداً,
وترى القديس ُ
يترنحُ فى محراب ِ
الجنونْ .....

ابكى!
على ما فات ,
وعلى ما هو اّات ٍ
وعلى ما دُوِنَ فى كتابك ِ
المصون ْ.....

ابكى !
كلما بكى طِفلُكَ جوعا ً
بين عَواءِ
الجائعون ْ.....

ابكى !
ان تكدست الخزائنُ مالا ً
وناسُكَ بين هالك ٍ
أو مبطون ْ ...

ابكى!
ان وجدتَ قَومُكَ
فى مطاحن البشر ِ
وكثيرٌ منهم
للمال يسجدون ْ....

ابكى !
ان جاءت الأعيادُ
ولم تجد,
أطفالاً فى الطرقات
يلعبونْ.....

لم نعد نحن كما كنا,
ولم تعد الحياة ُ,
الا لحناً
يكسوه الشجونْ....

ابكى!
لما كان ,
وما هو كائن,
وما سيكونْ....







حاتم عبد الصبور
11/4/2009

هذا هو انتى!


هذا هو أنتي


جذبتى إليه؟
أم بكم أغواكى؟
بكم تقبلين سيدتي
طرح هواكى؟
هيا ابدأى!
وأعرضي!
لعل الشاري يشترى!
هذا هو أنتي ....!


دنس العهر مجرى دمائك,,
وأضحى للعرى فوق جبينك يافطة...
منقوش عليها اسمك,
بلا خجل أو حياء,
يعرفك كل من يرى تلك الكلمة,
!هنا ساقطة!
يجوب بك الطرقات حتى يهلكك,
وبالليل يغرز رايات رجولته
فوق رمالك,,
هذا هو أنتي....!


بائعة ماهرة,
تتلونين كما تشائين!
فيحسبك الشاري سيدة,,
ولكن لا كرسى لك,
بين الأحرار!
فبداخلك تكمن
عبدة عاهرة,
هذا هو أنتي...!

قومي من ليلك المهين,
توضئي,
تبتلى,
ابصقي على مهنة
آلاف السنين..
أزيحي الليل بأناملك..
استقطبي النهار المبين,
لعلك تكوني!
يوما سيدة !

حاتم عبد الصبور





لماذا أنا؟؟؟؟


لماذا أنا؟


لماذا أنا؟
هل املك ما لم يملكه البشر؟
أم عندي مقاليد الحياة,
واعلم ما يخفيه القدر !..

لماذا أنا؟
تزرعنى بيدك كما تشاء,
وتهلك جذوري كيفما تشاء,
كأني قطرة تملكها عالقة
بين الريح والمطر ...

لماذا أنا؟
تحكم على ليلى بالتيه بين جنبات الخيال,
وتهديني لجلاد يسقيني كأس الزوال,
ثم بمنتهى الرفق
تلبسني ثوبا مغزولا من نور القمر....

لماذا أنا؟
تعلمني العدو وراء المستحيل,
وتلقنني المنطق دون دليل ,
وتسافر بعمري وقتما
يروق لأنواءك السفر....

أنا إنسان!
أحيا إنسان!
اشعر بالحب والفرح,
اشعر بالحزن والفزع,
اعشق القلوب الحانية,
وأمقت فيك قسوتك!


يا أيها المجهول!
كن صديقي...
كن صاحبي....
كن حصن الأمان لنفسي...
ولكن أرجوك!
لا تشعرني يوما بالخطر....


حاتم عبد الصبور